عندما نسلم الوجه للبارئ عز وجل، والــفــؤاد لــفاطـر السماوات والأرض ، وتنتـابنـا لحظات الإشراق الرباني، تتوج الروح بالنور، وتغمر الوجدان بالشوق، وتشحن الوعي بالمدد؛ حينئذ يَـهَبُ المرء كل شيء لخالق كل شيء، ويعبئ كل الـطـاقة لـطـاعة ربّ الـطـاقة ؛ في عبادة سرمدية تسع الكـون وما حـوى، إنسا وجنـا ومـلائكــــة وخلـقا مـمـا لا يعلمون ، في طمأنينة سجــود أبـدي بــين يــدي نـور السمـاوات والأرض وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ الرعد- 15 .
فإلى الذين يسجدون لله طوعا، علهم بلقاء ربهـم يفرحون؛ وإلى الذين يسجدون لله كـرهـا، عـلـهم بـالتوبة الـنصوح يفـوزون، أقـدم هذا الـمصنف المـتواضـع ، محـاولـة جـريئـة نحو بـديل بـنّاء، يـتخذه الـمحبون نـقطة ارتكاز وتطوير، وعقلاء الكارهين والمخالفين مجال حوار بنّاء وجدل رصين .
أما غيرهم فنسأل الله لـهم رشـدا وصـلاح بــال .
والله من وراء القصد ، وهو يهدي السبيل .
عبد الكريم محمد مطيع الحمداوي
ثلاثية فقه الأحكام السلطانية- الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي