مبادرة النقد والتقييم للحزب الحاكم (Pdf)
مبادرة النقد والتقييم للحزب الحاكم (ًWord)
على هامش حملة شباب مبادرة النقد والتقييم داخل الحزب الحاكم في المغرب
تقوم فئة من شباب الحزب الحاكم في المغرب بحملة للنقد والتقييم الداخلي، في محاولة لإحداث تغيير في سياسة الحزب يؤسس لفكر بديل واعتماد نظرية جديدة تنقذه مما آل إليه أمره أخيرا، لاسيما أنه أثبت عجزه عن الوفاء بما رفعه من شعارات في جميع حملاته الانتخابية، وغفلته عن مآل المسار الذي هو فيه، فضرب له بعضهم المثل بنجاح حزب الاستقلال وقيادته التاريخية في علال الفاسي ومن كان معه من العلماء في صياغة بديله التعادلي، وفشل قيادة حزب العدالة والتنمية في مثل ذلك.
إن الدعوة إلى النقد والتقييم الداخلي مؤشر إيجابي لكن ينبغي أن ننتبه إلى أن البناء السليم يجب أن يقوم على أساس قوي ومتين، ويسلك منهجا صحيحا في النظر والتقويم؛ والحال أن المقارنة بين الحزبين والقيادتين مختلة من أساسها، وبناة حزب الاستقلال التاريخيون – ولا أقصد الورثة الحاليين – كانوا علماء بحق (علال الفاسي المختار السوسي عبد العزيز بن إدريس…ألخ)، كما أن ثقافتهم السياسية تبلورت ونمت من خلال نضال شاق وعسير ضد الاستعمار في المنافي والسجون وعبر الاحتكاك المباشر بقادة النهضة في المشرق العربي والإسلامي بكل ما تمثله من مشارب واتجاهات وتجارب. وذلك مستوى من العلم والتجربة والمعاناة يستحيل أن يتوفر في أي عضو من قادة حزب العدالة والتنمية بما فيهم الخطيب الذي ليس له إلا ما درسه من الطب في الجزائر ثم نسيه بعد أن قضى عقودا في خدمة النظام وأجهزته الأمنية فيما لا يخفى على أحد.
كما أن المخزن إذ استقدم قيادة حزب العدالة والتنمية على يد الخطيب لم يستقدمهم ليضعوا له نظرية أو إيديولوجية أو بديلا سياسيا أو… وإنما ليستخدمهم في مصلحته التي لا تخفى على أحد، وقد اشتغلوا في إطارها وأخلصوا في ذلك واستفادوا، ويوم يستنفد النظام مصلحته منهم سيكون له موقف آخر.
عدا أن جميع قيادات هذا الحزب تعاطوا للخدمة من غير أن تتكامل ثقافتهم السياسية والفقهية والعلمية، ولم تنضج تجربتهم السياسية بل لم تكن لهم تجربة مطلقا كي نتحدث عن نضجها، ولم يكن لهم من هدف إلا أن ينالوا نصيبهم من المنافع التي يوزعها النظام على من يحتاج إلى خدمتهم، فغرقوا في خدمته، ولم يعد باستطاعتهم الآن مغادرتها إلا حيث يريد النظام لهم، كما هو حال زعيمهم المؤسس الذي اشترى سكوته بدراهم معدودة شهريا طيلة حياته، كما لن يستطيع المغادرة غيره من رفاق الخدمة لما ألفوه من رغد العيش والنعيم الطارئ عليهم.
مسؤول اللجنة السياسية
عمر وجاج
9 ربيع الأول 1442 ه
26-10-2020 م